مقالات
خطين حمر مش خط واحد .. حازم محمد يحيي الحرية إمام
كتب محمد عياد ….. اليوم هو عيد ميلادي السابع و الثلاثين كل عام اجلس مع نفسي طول اليوم استرجع الماضي و ما مررت به في حياتي القصيرة بمقياس الزمن الطويلة بمقياسي انا و بالطبع اتوقف عند نقط مضيئة و نقط مظلمة في هذه الفترة انعكست علي الكثير من تصرفاتي و ما وصلت إليه اليوم و علي سبيل المثال العام الماضي كان الزمالك في عيد ميلادي متصدر الدوري و الفريق يفوز و يتقدم و كان حادث الدفاع الجوي و مأساة عشرون شاباً ماتوا و هم يحاولون الاستمتاع بمباراة كرة قدم و يومها تذكرت آخر مرة فاز الزمالك بالدوري و تمنيت كمشجع زملكاوي أن يفوز و استرجعت ذكرياتي مع كرة القدم ، هذا العام و كأن يوم ميلادي مربوط بالرياضة يطفو علي السطح الزمالك مرةً أخري و لكن هذه المرة ليس لأنه فائزاً متقدماً و لكن لإلحاح السؤال من الجميع ” انت ازاي زملكاوي لحد دلوقت” هزيمة نكراء من الأهلي و انخفاض في المستوي العام و اهمها هو إقالة حازم إمام بعد تجربة قصيرة في التدريب مع ميدو بعد نجاحه في الإعلام و التحليل و الإعلانات، و هنا اجد نفسي أتذكر و أنا في يوم ميلاد كيف أصبحت زملكاوياً و كيف استمرت هذه الصفة ملتصقة بي رغم معاناتي وسط عالم من الأهلاوية و فريق يخسر و الاحصائيات و التاريخ ليست في صالحه و هنا تذكرت القصة من البداية و الحقيقة الحكاية بدأت من والدي الله يعطيه الصحة و العافية كان طالباً في كلية الهندسة جامعة القاهرة قادماً من الأرياف و كان كما يسرد هو الزمالك في عزه وقتها و كانت بداية لاعب موهوب صغير حريف يجيد اللعب بقدماه اليسري و اليمني و برأسه اسمه حمادة امام كما اطلق عليه كابتن لطيف و أحبه والدي و كانت فسحته أن يذهب إلي استاد القاهرة ليري الزمالك و حمادة امام و يستمتع بلعبه و أهدافه كان والدي يعشق الزمالك و حمادة امام من وقتها و كان يكفيه ان يري لاعباً من جيلنا يسقط في مصيدة التسلل مثلاً حتي يصيح فين ايام حمادة كان عمره ما يقع في مصيدة التسلل و يسرد في الذكريات كيف كان حمادة امام يتابع حكم الراية و يقف دائماً متأخراً عنه و هكذا كل لاعب يراه الوالد يقارنه بحمادة امام حتي تشبعت انا تماماً بحب الزمالك رغم كل شئ و ازداد حباً لكرة القدم و الفن و الهندسة التي يقدمها هذا الفريق و ظل الكابتن حمادة امام الثعلب الذي حكي لي والدي قصة تسميته بهذا الاسم الف مرة مسئولاً في النادي ثم في الاتحاد و والدي يعشقه و يؤيده علي طول الخط حتي عام ٩٣ و تحديداً مع تولي الكابتن الجوهري رحمه الله تدريب الزمالك و كان مشهوراً عنه حبه لتبني المواهب الشابة و الناشئين و اتذكر في هذا العام ظهر حازم ابن حمادة امام الذي احببته دون ان اراه يلعب و محمد صبري و اسامة نبيه و كثيرين و كان حازم في وقتها لاعب صغير حريف يجيد الترقيص و المراوغة و صانع العاب ماهر جداً كان هادئ الملامح مؤدب و مختلف عن من كانوا يمارسوا هذه الرياضة وقتها، ترك الكابتن الجوهري و بقي الزمالك يترنح كالعادة و بقي حازم يظهر في مناسبات مختلفة و بدأ ينضم للمنتخب الأوليمبي مع كرول و كان صاحب هدف صاروخي عالمي في مرمي نيجيريا في المباراة التي تعادلنا فيها و خرجنا من التصفيات الاوليمبية لدورة اتلانتا و تطور حازم لاعباً حريفاً بمعني الكلمة و مثل اعلي للصغار الذين يتابعون الزمالك و مفخرة لجيلي انا من الزملكاوية من نعتبر حازم ممثل لنا في الفريق ثم عام ٩٦ و تحديداً مباراة الكاميرون في كاس الامم الافريقية في جنوب افريقيا و اداء مبهر لحازم تبعها تمريرة ساحرة في مباراة جنوب افريقيا يضع بها احمد الكاس هدف يخرس به مدرب جنوب افريقيا المتعجرف و نفوز عليهم في عقر دارهم بتمريرة حازم التي لا انساها و من هذه البطولة و حازم امام مدعاة فخر لي و للزملكاوية اصدقائي في مناوشاتنا مع الأهلاوية الذين لا يجدون ما يقولونه علي الفنان الموهوب خاصةً بعد ان احترف في ايطاليا كأول لاعب مصري رغم صغر سنه و اكمل مشوار احترافه و اهدافه الحاسمة مع عودة كابتن جوهري لتدريب المنتخب عام ٩٧ في تصفيات كاس العالم و اهداف عالمية و اداء مبهر لحازم امام في كل مبارياته ثم امم افريقيا ٩٨ و ما فعله حازم و حسام حسن في هذه البطولة من ابداع كروي و اهداف محفورة في ذاكرتي الي الآن لا انساها ظل حازم طيلة هذه الفترة لاعباً و انساناً مختلفاً عن لاعبي جيله لا مشاكل و لا فضايح و لا حوارات ساخنة لاعب محبوب مؤدب وسيم انيق يمتع مصر كلها باهدافه و تمريراته و مراوغاته المبتكرة مع منتخب مصر، تذكرت اول مباراة للزمالك مع الأهلي بعد انتقال حسام و ابراهيم للزمالك و عودة حازم من رحلة احترافه و رفعة نموذجية يضعها حسام قنبلة برأسه و فوز الزمالك ٣-١ في موسم استثنائي لواحد زملكاوي زيي يعاني اغلب الوقت كان فخوراً بفريق عالمي و مثلث رعب حازم حمزة حليم او حازم حسام حليم فريق ملئ بالنجوم علي رأسهم امام الموهوبين حازم امام كنت كلما رأيته صدفة في القاهرة اسلم عليه و انا فرحان ان في لاعب مصري بهذا الأدب و الأخلاق و الحرفنة و التواضع الذي لم تهزه أضواء الشهرة أو تبهره و ايقنت وقتها ان حب والدي للكابتن حمادة ورثته انا لحازم ابنه و ورثته مصر كلها…
كان حازم إمام مثالاً للاعب الموهوب الذي لم يفتعل مشكلة حتي في نهاية حياته الكروية و وقوعه في مواقف صعبة مع الجماهير التي كانت تعاني من مستوي الفريق المتدني و هزائمه المتتالية في مواسم ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ و ٢٠٠٧ و تذكرت كيف اعتزل حازم إمام بعد الفوز بالكأس عام ٢٠٠٨ و ودع الملاعب نجماً محبوباً محمولاً علي الأعناق كإمام للموهوبين رغم انه لم يشارك في امم افريقيا ٢٠٠٦ و ٢٠٠٨و٢٠١٠ و لكن بقي حازم في دائرة احرف من انجبتهم الكرة المصرية ثم انتقل حازم للإعلام و كنت اتوقع ان يسير علي نهج والده الكابتن حمادة الذي لم يدرب و لكنه كان مشاركاً في الزمالك ثم اتحاد الكرة في الإدارة و كان والدي يقول ان الشغلانة دي متنفعش حمادة لأنه مؤدب و محترم و طبيعي الا تناسب حازم لنفس الأسباب و فرحت حين قرر ان ينضم لمجلس ادارة الزمالك ٢٠١٠ و انتخبه اعضاء الزمالك و من خلفهم محبين لحازم و الزمالك ليسوا اعضاء في النادي و نجح حازم في موسم صعب أن يأتي بحسام حسن لينتشل الزمالك من عثرة شديدة و انهيار في قرار جرئ من حازم اقنع به مجلس الإدارة وقتها و تحمل مسئوليته كثعلب صغير ايقن أن الزمالك يحتاج مدرباً كحسام حسن يلم الفريق و يصعد به مرةً أخري تماماً كما فعل كابتن حمادة يوماً ما في عام ٩٣ و اقنع الجوهري بتدريب الزمالك بعد مكاي و فاروق جعفر و خسارة من الأهلي ٣ – صفر، علمت ان حازم إمام له نفس هوايتي و هي ركوب الدراجات النارية و سعدت جداً أن حازم الذي لا أعرفه شخصياً له نفس الميول و الهواية و كنت اتمني أن تأتي الفرصة لنخرج سويّاً في هذه الهواية و التقط صورة معه لأفعل ما لم تسعف به التكنولوجيا والدي في الستينات مع محبوبه الوحيد الكابتن حمادة …
اليوم حازم إمام يرحل بعد أول تجربة تدريبية مع الكثير من اللغط و القيل و القال و التوليع الإعلامي ليسطر مثلاً يحتذي به مرةً أخري في الاحترام و ضبط النفس و الأدب في الرد و الحوار عن اقالته و حبه الذي لا ينتهي لنادي الزمالك الذي تربي فيه
من اول جده مروراً بوالده انتهاءً به و بُعده بلباقة و شياكة عن جره لأي حديث يُفهم خطأ أو يحمل اكثر من وجه و لكن كعادته حديثه صادق مؤدب يثبت للجميع أنه ليس إمام الموهوبين فقط و لكنه إمام المؤدبين المحترمين المحترفين ايضاً و لذلك اختلف مع اصدقائي في حملة حازم إمام خط أحمر و اري إن حازم إمام خطين حمر و هو في سطهم تحميه أخلاقه و تاريخ طويل لعائلته من ناحية و يحميه محبيه و من رآوه و أجيال سمعت عنه و رأت أهدافه من الناحية الأخري..
تحياتي لكابتن حازم صديقي العزيز الذي لم أقابله أبداً و تمنياتي له بالنجاح مع وعد أن أكمل ما بدأه والدي معي و احكي لإبني عن حازم إمام الموهبين و المؤدبين و المحترمين كمثال للرياضي و المصري كما يجب أن يكون…
محمد مدحت عياد